إلى أين وصلت الأزمة العالمية لصناعة السيارات؟
الخميس 24 نوفمبر 2022
تواجه صناعة السيارات على مستوى العالم أزمة غير مسبوقة منذ تفشي وباء الكورونا عام 2020 حيث تم إغلاق العديد من المصانع ما أثر على حركة الإنتاج بشكل كبير
الأزمة تطال الأسواق والمستهلكين
بدأ تأثير العوامل المختلفة على العديد من الأسواق خلال 2021 الذي شهد ذروة أزمة نقص الرقائق الإلكترونية المداخلة في تشغيل العديد من أجزاء السيارة.
انعكس ذلك على منطقتنا أيضاً عبر تقليص كمية الشحنات وظهور مبالغ "الأوفر برايس" مقابل التسليم الفوري للعملاء نتيجة لنقص السيارات المتاحة.
وفي 2022، تزايدت الأزمة لتبلغ ذروتها بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ما تسبب في تعطيل أكثر لسلاسل التوريد إذ تقوما الدولتان بتصدير مكونات أساسية للإنتاج.
كما أن العديد من الشركات كانت قد تعمل عبر مصانعها روسيا ثم انسحبت لصعوبة ظروف التشغيل بسبب الحرب، من ضمنها تويوتا وفورد وبي إم دابليو وفولفو بجانب مجموعتي جاجوار لاند روفر وجنرال موتورز.
أدت هذه العوامل لأضرار فوق التوقعات وصلت إلى نقص يقدر بعشرة ملايين وحدة نتيجة لنقص الرقائق الإلكترونية بحسب شركة ميرسك للوجستيات التي تشير أيضاً لارتفاع تكاليف شحن الحاوية الواحدة بنسبة 400% عن العام السابق بينما تتوقع خسارة 18.9 مليون سيارة كهربائية من التي كان من المتوقع إنتاجها بين 2022 و2029 بسبب نقص في البطاريات.
محاولات لتخطي الأزمة
تشير تقارير لبدء تحرك الشركات من أجل عقد صفقات تكفي احتياجهم من الرقائق الإلكترونية واكتشساف سبل ومواد جديدة يمكن الاعتماد عليها لاستمرار الإنتاج، فعلى سبيل المثال أعلنت جاجوار لاند روفر مؤخراً عن اعتمادها مستقبلاً على رقائق إلكترونية مصنوعة من مادة السليكون كاربايد والتي ستستمدها من شركة وولف سبيد الأمريكية.
بينما يواجه هذا المجال عدة تحديثات منها التطور المتزايد للسيارات وظهور الوسائل الجديدة لدعم السائق ما يتطلب نوعيات أحدث من المكونات الإلكترونية الداعمة جانب ارتفاع تكلفة تشغيل المصانع الجديدة ما سيؤدي بالتالي لانخفاض الإنتاج.
كما توضح تقارير أخرى أن 50% من تصنيع هذه المكونات مخطط أن يتم بالصين التي أعادت الإغلاق الإجباري بسبب ظهور وباء الكورونا مجدداً.
يأتي ذلك بالتوازي مع توقعات لارتفاع للطلب نسبته 10% على الرقائق الإلكترونية ما قد يحدث خلل بتوازن السوق يمتد بين الأربع والخمس سنوات القادمين.
أعلنت مرسيدس بنز مؤخراً عن اعتماد مصانعها على نظام جديد من مايكروسوفت يمكنه التنبؤ بأي نقص في المكونات عبر الاحتواء على مختلف بيانات المخازن وشبكة تربط بين مقرات الإنتاج المختلفين.
يعكس ذلك التوجه الجديد لمحاولة تجنب الأزمات قدر الإمكان الذي يتضمن المراقبة اللحظية لسلاسل التوريد والتخطيط للاعتماد على سبل متعددة للشحن بالإضافة للنقل البحري سواءً كانت بر القطار أو الجو أو البر للوصول بشكل أسرع للأسواق التي تنتظر السيارات.
متى تتمكن الصناعة من تخطي الأزمة؟
تظهر بعض البوادر حتى ولو كانت بسيطة لتحسن أزمة إنتاج السيارات في الوقت الحالي إلا أن تحسن أوضاع الأسواق العالمية خلال وقت قريب ما زال يعد أمراً مبهماً، إذ يرتبط ذلك بعناصر يقتصر العلم بها على بعض التوقعات منها الحرب الروسية الأوكرانية وتشغيل المصانع على مستوى العالم.